يتفاوت أطفال الروضة في أعمارهم العقلية وإن تقاربت أعمارهم الزمنية
، لذلك فقد تميّزت رياض الأطفال بمجموعة من الخصائص أهمها المرونة ،
حيث إن الخبرات المقدمة فيها قابلة للتعديل بحيث تراعي الفروق الفردية بين الأطفال ،
وتحقق الحاجات التي تتطلبها جميع المستويات. كذلك فإن الطفل في هذه السن قابل
للتعليم والتوجيه إذا أحسنت المعلمة التعامل معه ، وتقديم له الخبرات المناسبة لعمره العقلي.
والطفل في هذه الفترة – كما يرى أبو الفتوح رضوان – " يكون على درجة كبيرة من المرونة ،
والقابلية للتعليم وشدة الحساسية لما يدور حوله ، ولما يتعرض له من خبرات ،
فهي فترة نشاط جسمي كبير يمكن أن يتحرك معه التفكير وتُكتسب المهارات،
وهي فترة الاتجاه الإيجابي نحو البيئة واستطلاعها والإفادة منها، وهي فترة الاتجاه نحو الآخرين
والخروج من دائرة النفس الضيقة، وهي فترة قبول التوجيه الإيجابي نحو ما يصلح وما لا يصلح،
وما ينبغي وما لا ينبغي، ونحو الخطأ والصواب. وهي فترة الاستطلاع والتساؤل والرغبة في معرفة كنه الأشياء، وهي فترة تكوين العادات مع استجابة للتوجيه الإيجابي السلوكي من القوى المحيطة في البيئة،
كما أنها فترة الميل إلى الإبداع. وهي فترة التقبل والتماس التشجيع من الآخرين ، والحرص على أن تكون
الذات موضع رضاهم .. ".
لكل هذه الخصائص فإن رياض الأطفال تتبوأ أهمية كبيرة في تهيئة نفس الصغير لتعلم لاحق،
وتكون الفائدة عظيمة إذا كانت المعلمة مؤهلة، وكانت الوسائل التعليمية متاحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق